الأربعاء، 21 يونيو 2017

ألا وإنّ حقّ الله المعلوم في أموالهم المكنوزة العُشر، فلا تناقض في كتاب الله يا علوي علي حتى يأمرهم الله أن ينفقوا مالهم المدّخر المكنوز جميعاً؛


19 – رمضان - 1438 هـ
14 – 06 – 2017 مـ
03:51 مساءًا
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
___________________




ردّ الإمام المهديّ إلى علي بن علي، ومرةً ثانية لن أجادلك إلا باسمك الرباعي وصورتك الحقّ
 ..



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم وجميع المؤمنين، أمّا بعد..

وأقول يا علي بن علي مرةً ثانية لن أجادلك إلا باسمك الرباعي وصورتك الحقّ، غير أني أراك تريد أن تلبس الحقّ بالباطل في زكاة العشر من الذهب وقد حاولتَ سرقة المعلومات هاتفيّاً أو أحدٌ عن طريقك فلم نُفِدْكَ بشيءٍ إلا بما قد كتبناه، وكنت تحاول أن تفهم الأوزان القديمة وتسمياتها ولم نفتِك كونه لم يتمّ تنزيلها بعد في بيانٍ. فمن ثمّ نقيم عليك الحجّة بالحقّ ونقول:
لو كنت تريد الحقّ فلماذا تترك كافة الزكوات الأُخَر كونها كذلك العشر هو فرض الزكاة في الأنعام والثمار؟ وعلى سبيل المثال زكاة الحبوب ففي العشرة الأقداح قدحٌ؛ أيْ القدح العاشر فهو العشر. وفي العشرون القدح كيسٌ بمعيار قدحين، كون العشرون قدحاً تعادل عشرة أكياسٍ من حبوب القمح أو غيره، بمعنى أنّ زكاتُها الكيسَ العاشر.

وبالنسبة لنصاب الأنعام، فنصابها العشر سواء في البقر أو في المعز أو الضأن أو الإبل فنصابها كذلك العشر، ونصابها بالحول وليس حين حصادها.

وبالنسبة للأوزان، فلكلّ أمّةٍ تسمياتها فكانت العرب تسمّي الملّي بالنّقير، وأما الجرام فيسمونه قطمير، وأما الكيلو جرام فيسمونه قنطارًا. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ( 20 ) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ( 21 )} صدق الله العظيم [النساء].

ولذلك جاء ثقل الأوزان الثلاثة في الكتاب ومنها قول الله تعالى: 
{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:53]، وهو ما يسمونه اليوم بالملّي.

وأما جنيه الذهب فكانوا يسمّونه ديناراً، وأمّا عملة الفضة فيسمونها درهماً. والذي يهمنا هو العشر من الذهب أو الفضة، وكذلك ذَكَرَ الكتابُ مثقالَ الذرة التي لا تَرى بالعين المجردة وتتكون منها جزيئات الكون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ (22)} صدق الله العظيم [سبأ].

وحتى لا نخرج عن الموضوع فما يهمّنا هو العشر سواء في الذهب أو الفضة أو في الأنعام أو في الحبوب أو في الخضروات، وليست دقتها شرطاً في الوزن كون ذلك يعود بحسب ما لدى الأمّة من تقنية دقّة الأوزان، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها؛ بل قدر المستطاع. وعلى سبيل المثال لدى أحدكم مائة غرسة من أعنابٍ وجاء حصادها فعدّ صاحب جنّة الأعناب منها عشرة غرساتٍ عدداً، أي عشرةٌ من الأشجار التي يراها من الشجر المحمّلة بالعنب، أي المحملة بالعنب وليس أردَؤها. فمن ثم قطفها للمساكين من أصحاب قريته وباع الأُخَر للمقتدرين كون الخضروات تتلف لو تمّ تسليمها لبيت مال المسلمين. وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا الشرط أن تكون من الشجر المحمّلات بالعنب؟". فمن ثم نكتفي بالردّ عليه بقول الله تعالى: 
{لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)} صدق الله العظيم [آل عمران].

ويا أخي الكريم إن كنت باحثاً عن الحقّ فانظر إلى نفسك فهل تريد الحقّ وتتمنى اتّباعه؟ فحتماً سيبصرك الله بالحقّ. وأمّا إذا كنت تبحث عن ثغراتٍ تظنّها فسوف تقع في الفخ ولن يهديك الله أبداً، فأصدق الله يصدقك، وأعلم أنّ الله يعلم ما في نفسك فاحذره. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)} صدق الله العظيم [البقرة]. كونك ترى علم الإمام المهديّ المنتظَر  بحراً هادراً غير أنه بحرٌ عذْبٌ سائغٌ شرابه وليس ملحاً أجاجاً، ويجري من منبعه بإذن الله إلى ما يشاء الله!  ولا ننتقص من حقّ العلماء فلديهم شيءٌ من الحقّ وباطلٌ ما أنزل الله به من سلطانٍ، فهو مختلطٌ حقٌ وباطلٌ، ولكن الإمام المهديّ بحرٌ علمُه؛ بحراً عذباً جميعه؛ خيرٌ كثيرٌ وصافٍّ مصفّى كمثل قول الله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13)} صدق الله العظيم [فاطر].

ونعود ونقول فما يهمنا في هذا البيان هو العشر العاشر من كلّ ما كان فيه نصابٌ، فمن ثم نأتي إلى بيان قول الله تعالى: 
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل أمركم الله بإنفاق أموالكم جميعها حتى يقول الله تعالى: 
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم؟ فتدبرْ {يُنفِقُونَهَا}؛ أي ينفقونها جميعاً، ولكن الله لم يأمركم إلا بإنفاق العشر من المُدَّخر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)} صدق الله العظيم [المعارج].
وبما أنّ المعلوم العشر تصديقاً لقول الله تعالى: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)} صدق الله العظيم [الأنعام]، فلا تناقض في كتاب الله يا علي، فلو لم تؤمن بهذه الآية فأتحداك أن تبين لنا المقصود من قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].

فهل أمركم الله أمراً جبريّاً أن تنفقوا أموالكم جميعها؟ والجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: 
{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)} صدق الله العظيم [المعارج]. إذاً فكم المعلوم؟ والجواب: فلا بدّ حتماً أن  يكون العشر لا ينقص ولا يزيد فرض الزكاة، فإذا أنفق العشر فبما أنّ الحسنة الفرضيّة بعشر أمثالها فكأنما أنفق ماله كلّه، فلو أنفق عشرة جرامات من كلّ مائة جرام من الذهب أو الفضة وبما أنّ الحسنة بعشر أمثالها فسوف تُكتب له كأنّه أنفق المائة الجرام كلّها. وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (344) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________



[ لقراءة البيان من الموسوعة ]



-2-
25 – رمضان - 1438 هـ
20 – 06 – 2017 مـ
07:39 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
___________________


ردّ الإمام المهديّ المُلجم إلى من تأخذه العزّة بالإثم، فحسبه جهنم وبئس المهاد إن أبى واستكبر عن البيان الحقّ للذكر 
..



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله الطيبين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
أيا علوي علي لا أراك شيخاً عالماً؛ بل مجرد ممترٍ مجادلٍ بغير علمٍ! وكان جدالنا معك في عشر الزكاة الحسنة المفروضة في مال المسلم زكاة المال المدّخر عشرة إذا بلغ النصاب سواء عملةً ورقيّةً أو معدنيّةً أو حبوباً أو أنعاماً. أفلا تؤمن بأنّ لكلّ شيءٍ عِشْرٌ أو خمسٌ أو سدسٌ أو ثلثٌ؟ وأنت تجادل بالأوزان والتسميات ولكن ما يهمنا هو أنّ الزكاة المفروضة العُشر وجميع الحسنات الفرضيّة كمثل الصلاة والصيام والزكاة والحجّ كذلك تكتب في كتاب الحسنات عَشْرُ أمثالها ولا تكتب حسنةٌ واحدةٌ بل عَشْرُ أمثالها. وتلك فتوى الله في محكم كتابه في قوله تعالى: 
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

فعلى سبيل المثال، أوّل ما فرضت الصلاة خمسين صلاةٍ في الليلة واليوم وخففها الله إلى خمس صلواتٍ حتى تكتب بعَشر أمثالها فتعود في الأجر كخمسين صلاةٍ في الليلة واليوم، وكذلك صيام شهر رمضان بعَشر أمثاله، وكذلك الحجّ بعَشر أمثاله. وهذا ناموس أعمال الحسنات الفرضيّة في الكتاب، فكذلك الزكاة العُشر في المال المدّخر سواء كان معدنيّاً أو ورقيّاً فحقّ الله فيه العُشر، وذلك حتى يكتبه الله له كأنّه أنفق ماله المدّخر جميعاً فادّخره عند الله، وذلك فضلٌ من الله على عباده.

وعلى سبيل المثال، فلو معك مائة ألف درهمٍ أو دينارٍ سواء كانت معدنيّةً أم ورقيّةً مالاً مدّخراً فحقّ الله فيه عُشْره، فإذا كانت نفقتك الجبريّة خالصةً لوجه الله ولا تريد من وراء ذلك جزاءً دنيويّاً ولا شكوراً ولا رياءً فيوحي الله إلى رقيب أن يكتب لك أنك أنفقت مالك المدّخر كله كونك أنفقت العُشر منه وبما أنّ الحسنة بعشر أمثالها فأصبحتَ كأنك أنفقت مالك المكنوز كله. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

فتلك مسألةٌ حسابيّةٌ في منتهى الدّقة، فلو نقول حقّ الله المفروض أقلّ من ذلك فعلى سبيل المثال: التسع، فسوف يكون هناك خللٌ في ميزان الحسنات في الكتاب، ويختل بيان قول الله تعالى: 
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].

ألا وإنّ المال المكنوز هو المدّخر ولكنّ حقّ الله فيه معلومٌ مرةً واحدةً وهو العُشر، فحين يخرج منه حقّ الله المفروض الزكاة العُشر فأصبح طاهراً وكأنه أنفقه كله كونه أنفق عُشره، وبما أنّ الحسنة الفرضيّة تكتب بعشر أمثالها فكأنه أنفق ماله المكنوز كلّه، وذلك بيان قول الله تعالى:
 {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (344) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم.

ولا تناقض في كتاب الله كونه لم يأمر المؤمنين أن ينفقوا مالهم المدّخر أي جميع مالهم المكنوز كون ذلك سوف يتعارض مع قول الله تعالى: 
{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)} صدق الله العظيم [المعارج].

ألا وإنّ حقّ الله المعلوم في أموالهم المكنوزة العُشر، فلا تناقض في كتاب الله يا علوي علي حتى يأمرهم الله أن ينفقوا مالهم المدّخر المكنوز جميعاً؛ بل العُشر، وبما أنّ الحسنة الفرضيّة بعشر أمثالها فكأنهم أنفقوه جميعاً. فاتقِ الله أخي الكريم ولا تكن من الذين قال الله عنهم: 
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۙ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ۚ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)} صدق الله العظيم [غافر].

ألا وإنّ بيان القرآن بالقرآن مترابطٌ محكمٌ كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً ويُبيّن بعضه بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34)} صدق الله العظيم [النور].

ولن نفتح لك قسماً خاصاً بواجهة الموقع - كما تحبّ الشهرة أن يكون لك قسمٌ خاصٌ بواجهة الموقع - كونك لست عالِماً؛ بل تجادل من عند نفسك ولن تستطيع أن تأخذ آيةً فتأتي بالبيان الحقّ لها خيراً من الإمام المهديّ وأحسن تفسيراً كونك تجادل بغير سلطانٍ من الله آتاك، فلا تكن من الذين قال الله عنهم: 
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (8)} صدق الله العظيم [الحج]، كوني أراك تجادل في آيات الله من عند نفسك والشيطان، فلا تكن من الذين قال الله عنهم: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)} صدق الله العظيم [غافر].

فكأني أراك منهم من الذين لا يهتدون، وسوف تنال مقت الله ومقت الذين آمنوا بسبب إعراضك عن البيان الحقّ لآيات ربهم؛ بل مقت الله لك أكبر من مقتهم لك. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)} صدق الله العظيم [غافر].

فهل جاءك من العلم ما هو أهدى مما علّم به الله خليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فأتِ به إن كنت من الصادقين. ولكنك تحاول أن تلبس الحقّ بالباطل وتصدّ عن الحقّ من ربّ العالمين، وللأسف فكأنّه بتعمدٍ منك تصدّ عن الحقّ بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ.

وبالنسبة للجْنَة التي تريد تكليفها فأتمنى تعريفهم لنا من الأنصار حسب قولك وليس من أنصار الإمام المهديّ، فأيّ لجنةٍ تتجرأ على إنكار الحقّ؟ فيا ليتك تُعْلِمنا بهم من الأنصار فنجعل المباهلة بين الإمام المهديّ ومن كان معك، كونه لم يبايع أصلاً بيعة حقٍّ؛ بل دخل بالكفر وخرج به إن كنت من الصادقين أن لديك لجنةً بين أنصارنا، وأعلمُ أنك تسعى لفتنة الذين في قلوبهم مرض الشكّ من الأنصار.
وأشكر الله على غربلة أنصاري، فوالله ثمّ والله لا ولن تستطيع فتنة أحدٍ من عبيد النعيم الأعظم من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه، ويا رجل، لا نحتاج إلى لجانٍ؛ بل لسلطان العلم الحقّ من الرحمن من محكم القرآن.

وبالنسبة للمباهلة فبما أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يجادل بعلمٍ وهدًى من الكتاب المنير القرآن العظيم فقال الله تعالى: 
{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} صدق الله العظيم [آل عمران].

فإذا كنت تريد أن تقوم بتنزيل صورتك بجانب اسمك وفي هذه الصفحة فنختم الحوار بالمباهلة، ولكن قبل المباهلة هات ما لديك من العلم من الله من القرآن العظيم، وهيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لا تأتينا بمثلٍ إلا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيراً منك بإذن الله. وسبب رفضي أن يكون لك قسمٌ كونك لست عالماً، وما دُمت تبحث ليلاً نهاراً لعلك تجد حجّةً ولو من خرم إبره فأبشّرك مزكيّاً بشراي لك بالقسم بالله العظيم لو قرأت كافة بيانات الإمام المهديّ آلاف البيانات على مدار اثني عشرة سنة ونيفا فبدل أن يزيدك الرحمن نوراً وهدًى بالبيان الحقّ للقرآن فللأسف؛ بل سوف تزيدك البيانات رجساً إلى رجسك! تالله لا يُبَصّر الله أحداً من عباده بالحقّ إلا إذا علم أنّ عبده يريد اتّباع الحقّ ولا غير الحقّ يريد سبيلاً. بل أرى كبراً وحقداً يملأ قلبك تجاه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فإذا كنت كذلك يا علوي علي فلن يهديك الله إلى الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)} صدق الله العظيم [غافر]. ولا أظنّك من شياطين البشر ولكن أخذتك العزّة بالإثم ولذلك لا تبحث عن الحقّ وإنما تبحث في البيانات لعلك تجد لك ثغرةً تجادل بها، ولن تجد بإذن الله.

ويا رجل اتّقِ الله وأنِبْ إلى ربك ليهدِ قلبك وادعو الله مخلصاً له الدين فقل:
"اللهم إن كنت ترى أني أدعو إلى مباهلة المهديّ المنتظَر الحقّ من عندك فيا ويلي من عذاب يومٍ عقيمٍ وعذاب الجحيم، كون من باهل المهديّ المنتظَر الحقّ فقد حقّت عليه لعنة الله وطرده الله من رحمته وغضب عليه وأعدّ له عذاباً مقيماً في نار الجحيم".
ففكّر وقدّر فقد صار وضعك في خطرٍ عظيمٍ، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. تالله ولا أتمنى أن تنالَ لعنة الله وغضبه؛ بل رحمته ونعيم رضوان نفسه، فكن من الشاكرين أنْ قدر الله وجودك في أمّة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وكن من الشاكرين إذ أعثرك الله على دعوته في عصر الحوار من قبل الظهور، فدَعْ الكبر والغرور للشيطان ولا تكن للشيطان ولياً، وأنِب بقلبٍ خاشعٍ إلى ربّك أن يجعل بعث الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عليك نعمةً وليست نقمةً، وتمنّى من ربك اتّباع الحقّ، وأصدق الله يصدقك ويهدي قلبك وكن من الشاكرين. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق